صحوييون بلا لحى
تولد الأفكار بمظاهر وتموت بمظاهر ، فالفكرة حين تولد في مجتمع وتخرج من إطار الفردانية إلى الوجه العام لأي مجتمع تكون لها مظاهر تدل على ولادتها ، وسوف أخذ الصحوة (كفكرة) للتدليل والتحذير بهذا المقال. الصحوة ولادتها كانت بمظاهر معينة مثل اللحى المسبلة والثياب المحتارة في منتصف ساق الرجل والقفازات التي تُحني أيادي النساء هذه بعض من المظاهر شكلية لها ، وهناك مظاهر سلوكية جسدية مثل إستخدام السواك في أوقات محددة والمشي السريع الذي لا يُفقد صاحبه الوقار وزم مرزام الغترة (هو منتصف الغترة الذي ينصف الجبهة) إلى الأعلى والكثير من هذه المظاهر التي بدأت تنتشر بالمجتمع السعودي كإنتشار النار بالهشيم ، وكان للفراغ الثقافي الذي أحدثه سقوط القومية العربية خير ملجاء وجحر تجحر به الصحوة ، نشأت وترعرعت حتى أصبح لها قادة ورموز تفتدى من دونهم الأرواح وتبذل لرغباتهم الأموال ، تصادمت الصحوة مع الدولة فضعفت قليلاً وأستمرت بوهم القوة الذي نشأت فيه فتصور البعض من رموز الصحوة وأتباعها أن المجتمع بيدهم وهو عنصر قوة يمكن إستخدامه ضد الدولة ، لكن هذا التصور لم يكن سوى "صرحاً من...