لا تلعن نفسك دون أن تشعر ... "الفتنة نائمة"
"الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" ، هكذا يلعن البعض أنفسهم دون أن يشعرون ، إيقاظ الفتنة ليس محصوراً بوقت حدوثها ، فلكل فتنة مسببات تقود إلى إيقاظ الفتنة ، فالفتنة مثل الذي يغط في سبات عميق فيأتي من يحدث ضجيجاً بجواره يتسبب بإيقاظه ، ومن غير المنطقي أن يكون اللعن محدود على اليقظة دون شمول من تسبب بها ، وهذا ما يحدث عند المحرضين على كراهية المخالفين لهم في الطائفة ، فتجد أغلب الشيوخ الذين يرددون هذه العبارة " الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" يلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون ، فهم طول الوقت قبل حدوث الفتنة يزرعون في عقل الناس الجمعي ضجيج من الصخب الطائفي العفن ، ويحرضون الناس على بعضهم البعض من منطلق نصرة الدين وتبيان الحقيقة ، وهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون يتسببون بإيقاظ مارد الفتنة النائم ، وعندما يستيقظ هذا المارد يفاجئونك بطرح معاكس لما كانوا يطرحونه قبل حدوث اليقظة ، فتجدهم الداعين للتسامح وقبول الأخر وحرية المعتقد حتى تشك بأن الذي أمامك ليس سوى فضيلة الشيخ بروح جون لوك وفضيلة الشيخ الأخر بروح توماس هوبز وسماحة المفتي بروح جان جاك روسو، وبعد أن يعود المارد إل...