المشاركات

صحوييون بلا لحى

تولد الأفكار بمظاهر وتموت بمظاهر ، فالفكرة حين تولد في مجتمع وتخرج من إطار الفردانية إلى الوجه العام لأي مجتمع تكون لها مظاهر تدل على ولادتها ، وسوف أخذ الصحوة (كفكرة) للتدليل والتحذير بهذا المقال.  الصحوة ولادتها كانت بمظاهر معينة مثل اللحى المسبلة والثياب المحتارة في منتصف ساق الرجل والقفازات التي تُحني أيادي النساء هذه بعض من المظاهر شكلية لها ، وهناك مظاهر سلوكية جسدية مثل إستخدام السواك في أوقات محددة والمشي السريع الذي لا يُفقد صاحبه الوقار وزم مرزام  الغترة  (هو منتصف الغترة الذي ينصف الجبهة) إلى الأعلى والكثير من هذه المظاهر التي بدأت تنتشر بالمجتمع السعودي كإنتشار النار بالهشيم ، وكان للفراغ الثقافي الذي أحدثه سقوط القومية العربية خير ملجاء وجحر تجحر به الصحوة ، نشأت وترعرعت حتى أصبح لها قادة ورموز تفتدى من دونهم الأرواح وتبذل لرغباتهم الأموال ، تصادمت الصحوة مع الدولة فضعفت قليلاً وأستمرت بوهم القوة الذي نشأت فيه فتصور البعض من رموز الصحوة وأتباعها أن المجتمع بيدهم وهو عنصر قوة يمكن إستخدامه  ضد الدولة ، لكن هذا التصور لم يكن سوى "صرحاً من...

تلك فتنة قد مضت ... الصحوة أم الفتن

تلك فتنةٌ قد مضت ... كثيراً مايتداول رواد الصحوة الفانية وأتباعها الحديث النبوي ( فتن كقطع الليل المظلم) في هذه الفترة بعد أن تم إعلان محاربة الصحوة وأفكارها المتطرفة ، وكانت بداية النهاية من قبل المجتمع الذي رفض وضاق ذرعاً بمجاملة الصحوة ورموزها بحسن نية ، حيث كان مغلوب على أمره بخطاب ديني مرعب يصنفه إن إعترض على الصحوة بعدو الدين والمنافق والزنديق ، وبعد ذلك واجهت الإرادة السياسية الصحوة ووقفت بجوار المجتمع وأعلنت نهاية الصحوة بمجابهتها والقضاء على أفكارها المتطرفة . نعود إلى الحديث النبوي الشريف الذي يروج ويدرج هذه الفترة على ألسنة رواد الصحوة وفلولها وأتباعها الذين لازالوا في غيهم يعمهون ، أعتقد أن الصحوة هي أم الفتن ، فقد كان يمسي الرجل فيها مسلماً ويصحو كافراً بسبب رأي طرحه لايتوافق مع أهواء الصحوة ، وفتنت الصحوة المرأة فجعلتها عاهرة تنتظر أي فرصة لممارسة الرذيلة ، وفتنت الصحوة الرجل فصورته ككائن شهواني عاهر وعربيد وزير نساء   ينتظر أي فرصة ليمارس الرذيلة مع العاهرة حين تتاح لها الفرصة ، وفتنت  الصحوة العقول فجعلتها جامدة وأدوات تلقي فقط ومخازن للحفظ في حال الإبداع...

نعم ... نريد الوصول للمرأة

حرية المرأة كثيراً مايتردد هذا التعبير على مسامعنا حينما يدور الحديث عن الحقوق ، إن أكبر خطأ قد يرتكبه الحقوقيون والمفكرين والمهتمين بالجانب الاجتماعي والإنساني والجمعيات النسوية هو أنهم يتحدثون عن حرية المرأة بهذا التصنيف الجندري ، إنه لمن المخجل حقاً على هذا الكوكب  أن يتم الحديث عن الحرية من منطلق نوع الجنس ، إن إستخدام مثل هذا الشعار يضر بالقضية النسوية أكثر مما ينفعها ، يقول الروائي عبدالرحمن منيف في كتابه (بين الثقافة والسياسة) : "إن شعار تحرير المرأة في ظل مجتمع مقموع ومستغل وبمعزل عن تحرير المجتمع ككل يؤدي إلى إفتعال معارك تستنزف الكثير وبالتالي يؤخر التحرر الحقيقي للمرأة" وفي زاوية أخرى من زوايا ذات الكتاب يقول المنيف : "إن خصم المرأة ليس أباها أو أخاها ، ليس الرجل لكونه رجلاً وإنما خصم المرأة هو المجتمع بقيمه وعادته وأغلاله " ، وأنطلق مما إنتهى منه المنيف ، بالفعل خصم المرأة هو المجتمع وليس المرأة وحدها بل حتى يشاركها الرجل في الخصومة ، فهو متضرر من حيث يشعر أو من حيث لايشعر فهو لم يتفاعل التفاعل الكامل في مجتمع مكتمل الأراكان وصحيح البيئة ، لذلك قد نجد...

البيان والتفصيل ... في مكارثية إبن العقيل

طرح الكاتب الجميل والأنيق والنقيَ عبدالله العقيل مقال في جريدة الوطن تحت عنوان (مكارثية) ، ومن خلال هذا المقال إنتقد الكاتب السلوك الذي يتبناه البعض من المغردين والكتاب حيال تصفية الحسابات مع المختلفين عنهم بالرأي ، التي يرى أنها مشكلة وإعتبر ذلك السلوك نوع من التسلق ووصفها بالمكارثية كمقارنة تشابه بينها وبين حالة السيناتور الأميركي جوزيف مكارثي الذي كان يتهم كل من يعارضه بالخيانة والتأمر على أميركا لمصلحة التيار الشيوعي دون الأهتمام بالأدلة ، وسميت هذه الحالة بالمكارثية إنطلاق من سيء الذكر السيناتور جوزيف مكارثي . مواطن الإختلاف عندي مع ما جاء به مقال الكاتب تتمثل في عدة نقاط وهي كالتالي : النقطة الأولى : أن تصفية الحسابات بين أفراد المجتمع مشكلة ، وهنا أختلف معه على وصفها بالمشكلة بل هي حل لمشكلة أكبر ، وهي إنعدام القيَم والمفاهيم بين أفراد المجتمع ، فتصفية الحسابات هذه حالة صحية ستخلق لدى البعض - إن لم يكن الكل- مفاهيم جديدة وقيَم جديدة ، بحيث أن يتريث العقل الناقد قبل أن يتبنى أي رأي وقبل أن يدلي به ويراجعه تمام المراجعة ليتوافق مع القيَم التي يؤ...