من المستفيد من تواجد داعش؟
من المستفيد من وجود داعش؟
هذا السؤال أرق عقلي كثيراً ، من المستفيد من خلق مثل هذا التنظيم الدموي جداً ، الذي أكاد أجزم أنه أحد اكثر التنظيمات البشرية شراسة وعنفاً ودموية على مر العصور التاريخية، فهذا التنظيم قد ينحرك نحر الشاة لمجرد أختلافك معه، قد يبتر يدك بتهمة السرقة وبطنك خاوي له زقزقة العصافير ، قد يقطع اصبعيك الوسطى والسبابة لكونك مدخن ، قد يدفن الجزء السفلي من جسدك في الارض ويرجم الجزء العلوي الظاهر حتى تدفنه الحجارة، وهنا تأتي صعوبة هذا السؤال من المستفيد من وجود داعش، وخصوصاً إذا ما علمنا أن أغلب صُناع الارهاب الاسلاموي تحت مسمى الجهاد من رجال الدين قد هاجموا هذا التنظيم وتبرأوا منه ونزعوا عنه صفة التنظيم الجهادي الذي يستمد تشريعه الجهادي من العقيدة الصافية ،
إذن من المستفيد من صناعة هذا النتظيم ووجوده؟
للبحث عن إجابة هذا السؤال علينا ان نعيد الشريط الى بداية ظهور تنظيم داعش وهذا اللفظ الذي أطلق إختصاراً على مسمى ( دولة الإسلام في العراق والشام) نشأ هذا التنظيم في العراق بعد سقوط الطاغية صدام تكونت نواة التنظيم من مجموعة من ضباط البعث والجهاديين من كل أصقاع الأرض تحت قيادة أبي مصعب الزرقاوي ، تجمعوا في العراق بدعوى محاربة الإحتلال الأمريكي الذي أسقط صدام ، وكان التنظيم يعتبر فرع من فروع تنظيم القاعدة بعد أن أعطى البيعة و أستمد أهدافه وتوجيهاته من رأس تنظيم القاعد ( المبحور) أسامة بن لادن (الجاحر) في كهوف أفغانستان ومن بعده نائبه أيمن الظواهري ، وكان التنظيم يكسب تعاطف الأغلبية في البلاد الأسلامية ، بعد مقتل الزرقاوي تولى ابو عمر البغدادي قيادة التنظيم ثم أطلق عليه مسمى ( دولة الإسلام في العراق) أستمر هذا التنظيم بأحداث الفوضى في العراق بتفجيرات تستهدف الامريكي والعراقي والاخضر واليابس فلم يستقر العراق بسبب هذه الافعال ، وفي عملية نوعية للجيش الامريكي نتج عنها مقتل ابو عمر البغدادي ، فتولى قيادة دولة الإسلام في العراق ابو بكر البغدادي ،
وعند قيام الثورة الشعبية السورية ضد نظام الطاغية بشار الأسد وبعد تشكيل الجيش الحر المكون من ضباط الجيش السوري المنشقين من جيش النظام ، انطلقت مجموعة من دولة الإسلام بالعراق الى سوريا لتكوين نواة جديدة لها في سوريا تحت قيادة الجولاني بتكليف من ابو بكر البغدادي قائد دولة الإسلام بالعراق ، وبدأت هذه المفرزة بقيادة الجولاني بممارسة الجهاد ضد نظام بشار وتهافت الشباب المتحمس لها من كل أقطاب العالم لنصرة الإسلام ، وضاعت الثورة الشعبية منذ تلك اللحظة ، واصبحت حرب بين كفر وإسلام ، وهي في حقيقة الأمر لا تمت للإسلام بصلة بل أكاد أجزم انها حرب كافرة تم إستغلال الشباب المسلم ليكونوا حطباً مستعراً لها ، بعد ذلك أعلن الجولاني قيام تنظيم جبهة النصرة وبدأ بالاستقلال عن التنظيم الأساسي في العراق فكانت ترد له توجيهات من العراق بالأعلان عن دولة الاسلام في العراق والشام ، ولكن الجولاني كان يماطل في هذا الأعلان الى أن رفضه رفضاً صريحاً فأنتقل بعد ذلك ابو بكر البغدادي الى سوريا وبعد محاولات للقاء بالجولاني التي كانت دائماً ما تنتهي بأعتذار الجولاني عن اللقاء لأسباب واهيه،
قرر أبو بكر البغدادي أعلان دولة الإسلام في العراق والشام ( داعش) ، ولم يكن هدف داعش الإساسي إسقاط النظام فقط بل رغبة في الأنتقام من تنظيم جبهة النصرة والجولاني الذي غدر بهم ، فأعلنت الحرب عليهم واطلقت على جبهة النصرة مسمى الصحوات ، وفي بداية الأمر كان صانعوا الارهاب تحت مسمى الجهاد في البلدان الإسلامية والعربية يستنكرون على داعش بلطف ويدعونها الى تحكيم العقل وعدم سفك الدماء وكأن ما تفعله جبهة النصرة هو حفظ الدماء!!
فظهرت جبهة النصرة بمظهر الضحية وداعش بمظهر الخوارج الطغاة الذين يطعنون الإسلام في خاصرته ، وبعد أن أستعرت نار الحرب بين داعش وجبهة النصرة ظهر لنا أيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة يطالب داعش بالرجوع الى جادة الصواب وعدم الخروج على المسلمين والحفاظ على دماء المجاهدين وعدم سفكها ،فأصبح الكل يتناقل رسالة الظواهري ويستشهد بها على ظلم داعش وحق جبهة النصرة ، وأن جبهة النصرة هي التنظيم الجهادي الإسلامي الخالص والقائم على العقيدة الصافية والصحيحة
الى هنا وأكتشفت أن المستفيد الحقيقي والوحيد من وجود داعش هو تنظيم القاعدة وجبهة النصرة ، فتنظيم القاعدة صنع داعش وقادها من حيث لا تعلم لأن تظهر بصورة المجرم ، وأعطى شعور للمتلقي أن جبهة النصرة هي التي ترفع رأية الحق على الرغم من أن ذات الممارسات التي مارستها داعش واستنكرها الكل قد مارستها جبهة النصرة قبلها فأكتسب تنظيم القاعدة النظرة الوسطية في عين السذج المنتشرين في بقاع الدول العربية فأصبح تظيم القاعدة الأرهابي سابقاً هو التنظيم الذي يرفع رآية الجهاد وفقاً للعقيدة الصافية والصحيحة .
وهذه وجهة نظري التحليلة للجواب على هذا السؤال
من المستفيد من وجود داعش ؟
تعليقات
إرسال تعليق