المستشرفون الجدد .... يغزون تويتر
الشرف في
اللغة يعني الموضع العالي والمرتفع للشيء ، سواءً كان ذلك الشيء إنسان أو مكان أو
قيمة معنوية ، وقد كان العرب يطلقون على كبار القوم شرفاء القوم كشرفاء قريش على
سبيل المثال ، ويتم إكتساب هذه اللقب المعنوي من خلال عدة عوامل على رأسها يأتي المال
والمكانة الإجتماعية لبيت هذا الحائز على اللقب ، وهذا يعني أنه لم يكن هناك
إعتبار للأخلاق في كوكبة الشرفاء وكان الإعتبار الأهم هو المكانة الإجتماعية
والقوة الإقتصادية ، تدرج مفهوم الشرف عند العرب حتى تم حصره في أهل بيت الرجل ،
فأصبح شرف الرجل مختزل كمفهوم على صلاح نسائه كالأم والأخت والزوجة ، ومتى ما تأثر
صلاح أحد النساء فإن شرف الرجل يتأثر معه بالتوالي ، ومن هذا المنطلق ظهرت لنا ظاهرة جرائم
الشرف في العالم العربي تحديداً والإسلامي
عموماً ، وإن كانت نسبة العالم العربي تفوق الإسلامي بمراحل .
حالياً
نحن نقف أمام ظاهرة جديدة أو ما يكاد أن يكون ظاهرة متعلقة بمصطلح الشرف ، وهي
ظاهرة إن حق لي تسميتها سوف أطلق عليها مسمى ( المستشرفون الجدد ) من وحي تويتر ، وبدت هذه
الظاهرة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ، وترتكز هذه الظاهرة على فكرة الدفاع عن الصلاح
دون التقيد به والمجاهرة بضده ( أحب الصالحين ولست منهم)، فعلى سبيل المثال تجد مغرداً
يدعى (س) ينافح في الدفاع عن العفاف وخطورة الإختلاط في نقاش مع مغرد يدعى (ص) محسوب
على تيار فكري أخر، وتتفاجأ بأن حساب المغرد (س) يعج بالعبارات الغزلية والتوددية التي
تكاد أن تنفجر بالرقم للكثير من المعرفات النسائية في تويتر ، هذا ليس تناقض بقدر ماهو جهل في المفاهيم
التي يتصور أنه يدافع عنها ،وأيضاً حب الظهور بالمظهر الصالح أمام الناس عند إبدأ
الرأي دون الحرص على الظهور بمظهر الصالح بشكل مستمر بل قد يكون الحرص على الظهور
بشكل فاسد ، والسبب في ذلك هو نظرة المجمتع المتأثر بالخطاب الوعظي ، ولنا أيضاً
في الحسابات التي تعج مفضلاتها بالمقاطع الإباحية وتمارس ذات الإستشراف السابق
شاهد أخر ، والغريب في الأمر أنه عندما تتم مواجهة هذا المستشرف الجديد بحقيقته
تجده مكابراً ومزهواً بأنه يعترف أنه يفعل الخطأ لكنه لا يرضى أن يشيع ، وهذه ورب
البيت أم التناقض ، فهو مساهم فعال ومجاهر في إشاعة هذا الخطأ ويعتقد أنه بالدفاع
عن الثوابت قولاً فقط يحد من شيوع هذا الخطأ ، وهو كمن يسكب الماء من الكوب
بيده ويقول بلسانه سوف أحد من أن يفرغ الكوب من الماء ، ومن الملاحظ أن المستشرفون
الجدد لا يحملون أي فكر أو معلومة عميقة في أي جانب هم في الغالب على القشور
البالية التي ورثتها لهم العادات والتقاليد وبعض المتنطعين ، لذلك عند أي نقاش معهم تجدهم شرسين
جداً في الهجوم على شخص المحاور ، ويملكون من الغباء اللا منطقي بحراً لا يمكنك أن
تصل إلى قاعه بالمنطق ، لذلك أصبحت لي عادة في تويتر عندما ألمس الإستشراف في رد على
تغريدة لي ، وهي أنني أتجه مباشرة إلى القاء نظرة سريعة على حساب هذا المغرد ، وغالباً
مايصيب حدسي وأكتشف أنه من المستشرفون الجدد إما من خلال تغريدة أو تفضيل أو
متابعة حساب إباحي ، والحل الأفضل الذي
أتخذه معهم هو أن أوجههم بحقيقتهم مع يقيني الكامل أنه لن يتغير فيهم شيء ، ولكن
من باب أغلاق وسد باب الحوار مع هذا المستشرف لكي أكفي نفسي شر لسانه ، وهذا لا
يعني أننا نعصم أنفسنا من الخطأ ولكن نحن متصالحون مع ذاتنا وعلى الأقل يكون ما
يظهر منا متوافق مع ما نقول فكلنا معرضون للخطأ ولكن ليس الكل يجاهر بالخطأ
ويحاربه بذات الوقت من منطلق الشرف ، فإذا بليتم فإستتروا
وختاماً لا تزال المصطلحات تخلق لنا مفاهيم
جديدة وعلى مفهوم جديد نلتقي ...
تعليقات
إرسال تعليق