المقدس ... في خدمة الشيطان
الرحمة صفة إنسانية فطرية و ليست صفة مكتسبة ، فلو وضعنا طفل رضيع في جزيرة ، ونشأ هذا الطفل بدون أي مؤثرات خارجية ، وبدون أي إحتكاك مع أي مخلوق ، سينشأ معه شعور الرحمة والتعاطف مع كل ما هو محيط به .
كيف يمكن أن تنتزع هذه الرحمة من قلب إنسان أو تجعلها مجرد شعار لا يتجاوز حد اللسان والحنجرة ؟
لكي تقوم بهذه المهمة عليك أن تقنع هذا الإنسان بفكرة وتغرسها برأسه تشعره بالخوف ، الشعور بالخوف هو أول خطوة لنزع الرحمة من قلب إنسان ، بعد أن تغرس تلك الفكرة برأس ذلك الإنسان عليك أن تقنعه بأنه قوي ويملك القدرة على صد ما يخيفه ، ويتوجب عليه أن يصد ما يخيفه بأي طريقة كانت ، وكلما كانت الطريقة منزوعة الإنسانية والرحمة كلما كان أثرها أكبر فائدة في شعور هذا الإنسان بالأمان.
كل ماهو مادي ومحسوس يستطيع أي إنسان تحديد مستوى الخوف الذي يجب أن يشعر به حياله ، لذلك لايمكن أن ينتزع رحمتك وجزء من إنسانيتك ،إنما الخوف الذي ينتزع الرحمة من قلب الإنسان ويعطب جزء من إنسانيته هو الخوف من الأفكار ، ويمتد ذلك للخوف من التفكير ، وخصوصاً التفكير والتحليل لفكرة يؤمن الأغلب بأنها مقدسة .
هذا المقدس ليس شيء محسوس ولا ملموس هو فكرة ترسخت في عقل من يؤمن بها فقط ، بأن هذا الأمر مقدس لذلك يراه مقدس ، ومن هنا يمكن أن تنتزع رحمة الإنسان حين يؤمن بمقدس ويخاف من سقوط هآلة هذا المقدس رأس على عقب بعد أن يقتنع أنه يملك القدرة على الدفاع عن هذا المقدس ، لذلك تجد أن أبشع الجرائم التي تحدث وينقسم حول بشاعتها الناس هي جرائم وقعت بدافع المقدس ، فالبعض يعتبرها دفاع واجب ومشروع عن هذا المقدس ، والبعض صاحب العقل المستقل والمستنير يعتبرها جريمة بشعة أخذت مشروعيتها من وحي المقدس ، والمقدس في حقيقة الأمر براء من هذه المشروعية.
الفكرة المقدسة بذاتها لايمكن أن تنتزع رحمتك لكن المفاهيم والأفعال والأقوال التي تتراكم على مر العصور وتأخذ شرعيتها من هذا المقدس هي من تشوه هذا المقدس ، لأن الرحمة فطرة إنسانية فلا بد لهذه الفكرة المقدسة أن تتوافق مع فطرة الإنسان ، لذلك قد تجد المؤمنين بفكرة مقدسة واحدة لديهم شعور رحمة عالي فيما بينهم ، ولكن هذه الرحمة تُنتزع من صدروهم في وجه كل من يخالفهم في هذه الفكرة المقدسة ، ليتحولون إلى وحوش تتفاخر بمدى وحشيتها في وجه هذا المختلف عنهم لفظياً و فعلياً .
وفي ظني أن هذا الحال تصل له المجتمعات حين تبالغ في التشدد حيال فكرة مقدسة لتخرج من إطار الفكرة المقدسة السماوية وتدخل في حيز الفعل الشيطاني الأرضي ، أو بالأصح فكرة سماوية مقدسة بمبادئ عامة تكون غاية في الإنسانية والعدل والرحمة يسرقها الشيطان ويوظفها لأفعال شيطانية يقوم بها كل من يؤمن بهذا المقدس ،و لكي يوهم الشيطان أتباع هذا المقدس أنهم على حق فهو يحتاج إلى موروث يستند عليه من مفاهيم وأقوال وأفعال ، ولكي يصمت صوت الضمير الإنساني بداخلهم حيال أي جريمة يقترفونها بدعوى أنها دفاع عن مقدس .
ختاماً يبقى الإنسان في نظري صاحب القداسة الأولى على هذه الأرض ، والمدافعين عن المقدس حقاً هم المدافعون عن الأنسان مهما كان عرقه أو عقيدته أو لسانه ، أما الشيطان وأتباعه فهم من يقتلون الإنسان لحماية مقدس هو في حقيقة الأمر بغنى عن حمايتهم التي تضره بالتشويه ولا تنفعه مطلقاً .
كيف يمكن أن تنتزع هذه الرحمة من قلب إنسان أو تجعلها مجرد شعار لا يتجاوز حد اللسان والحنجرة ؟
لكي تقوم بهذه المهمة عليك أن تقنع هذا الإنسان بفكرة وتغرسها برأسه تشعره بالخوف ، الشعور بالخوف هو أول خطوة لنزع الرحمة من قلب إنسان ، بعد أن تغرس تلك الفكرة برأس ذلك الإنسان عليك أن تقنعه بأنه قوي ويملك القدرة على صد ما يخيفه ، ويتوجب عليه أن يصد ما يخيفه بأي طريقة كانت ، وكلما كانت الطريقة منزوعة الإنسانية والرحمة كلما كان أثرها أكبر فائدة في شعور هذا الإنسان بالأمان.
كل ماهو مادي ومحسوس يستطيع أي إنسان تحديد مستوى الخوف الذي يجب أن يشعر به حياله ، لذلك لايمكن أن ينتزع رحمتك وجزء من إنسانيتك ،إنما الخوف الذي ينتزع الرحمة من قلب الإنسان ويعطب جزء من إنسانيته هو الخوف من الأفكار ، ويمتد ذلك للخوف من التفكير ، وخصوصاً التفكير والتحليل لفكرة يؤمن الأغلب بأنها مقدسة .
هذا المقدس ليس شيء محسوس ولا ملموس هو فكرة ترسخت في عقل من يؤمن بها فقط ، بأن هذا الأمر مقدس لذلك يراه مقدس ، ومن هنا يمكن أن تنتزع رحمة الإنسان حين يؤمن بمقدس ويخاف من سقوط هآلة هذا المقدس رأس على عقب بعد أن يقتنع أنه يملك القدرة على الدفاع عن هذا المقدس ، لذلك تجد أن أبشع الجرائم التي تحدث وينقسم حول بشاعتها الناس هي جرائم وقعت بدافع المقدس ، فالبعض يعتبرها دفاع واجب ومشروع عن هذا المقدس ، والبعض صاحب العقل المستقل والمستنير يعتبرها جريمة بشعة أخذت مشروعيتها من وحي المقدس ، والمقدس في حقيقة الأمر براء من هذه المشروعية.
الفكرة المقدسة بذاتها لايمكن أن تنتزع رحمتك لكن المفاهيم والأفعال والأقوال التي تتراكم على مر العصور وتأخذ شرعيتها من هذا المقدس هي من تشوه هذا المقدس ، لأن الرحمة فطرة إنسانية فلا بد لهذه الفكرة المقدسة أن تتوافق مع فطرة الإنسان ، لذلك قد تجد المؤمنين بفكرة مقدسة واحدة لديهم شعور رحمة عالي فيما بينهم ، ولكن هذه الرحمة تُنتزع من صدروهم في وجه كل من يخالفهم في هذه الفكرة المقدسة ، ليتحولون إلى وحوش تتفاخر بمدى وحشيتها في وجه هذا المختلف عنهم لفظياً و فعلياً .
وفي ظني أن هذا الحال تصل له المجتمعات حين تبالغ في التشدد حيال فكرة مقدسة لتخرج من إطار الفكرة المقدسة السماوية وتدخل في حيز الفعل الشيطاني الأرضي ، أو بالأصح فكرة سماوية مقدسة بمبادئ عامة تكون غاية في الإنسانية والعدل والرحمة يسرقها الشيطان ويوظفها لأفعال شيطانية يقوم بها كل من يؤمن بهذا المقدس ،و لكي يوهم الشيطان أتباع هذا المقدس أنهم على حق فهو يحتاج إلى موروث يستند عليه من مفاهيم وأقوال وأفعال ، ولكي يصمت صوت الضمير الإنساني بداخلهم حيال أي جريمة يقترفونها بدعوى أنها دفاع عن مقدس .
ختاماً يبقى الإنسان في نظري صاحب القداسة الأولى على هذه الأرض ، والمدافعين عن المقدس حقاً هم المدافعون عن الأنسان مهما كان عرقه أو عقيدته أو لسانه ، أما الشيطان وأتباعه فهم من يقتلون الإنسان لحماية مقدس هو في حقيقة الأمر بغنى عن حمايتهم التي تضره بالتشويه ولا تنفعه مطلقاً .
تعليقات
إرسال تعليق