أكسر القيد ... وأكتشف وجودك



الحرية ... هذا المصطلح الذي في ظني لو كانت للحيوانات لغة ترتقي إلى التردد الذي تستطيع أذن الإنسان أن تسمع من خلاله هذه اللغة لن يسمعها الإنسان إلا بمنطوق إيجابي من خلال لغة الحيوانات ، فالحرية هي الإستقلالية والفردانية والوجود.

لايمكن أن تشعر أنك كائن على وجه هذه الأرض مالم تكن حراً ، وبالمقدار الذي تتمتع به بحريتك ستكتشف وجودك ، فكلما زاد مقدار حريتك كلما زاد تبعاً لذلك مقدار معرفتك بذاتك ووجودك ، وبالمقدار الذي تتقلص فيه حريتك ستبتعد عن معرفة ذاتك ووجودك ، الحرية تكشف لك حقيقة وجودك بما تُحملك أياه من مسؤولية ،لذلك ستجد الكثير ممن يخشون ذواتهم يبحثون عن ألف قيد وقيد حتى يمنعهم ويقيدهم دون إكتشاف ذواتهم وحقيقة وجودهم .

 وللأسف أن كثيراً من هؤلاء قد يقومون بأي شيء يحد من حريتهم بغية عدم إكتشاف حقيقتهم ، وهذا حق مشروع لهم فكل إنسان حر في تعامله مع ذاته ، لكن مما يؤسف له أكثر أن هؤلاء لايكتفون بتقييد حرياتهم الخاصة بهم ، فهم يتطاولون على حريات الغير ويحاولون أن يفرضون عليها ذات القيود التي يفرضونها على ذواتهم

 ولا أعلم هل هذا بسبب شعور الغيرة أو كما تطلق عليه أمي شعور (النغر)  بحيث أنه لايمكن أن يراك تستمع بمقدار أكبر من الحرية التي يمتلكها هو ؟
أو أنه بسبب الخوف من إكتشاف ذاتك التي قد تشكل خطراً عليهم بأي شكل من الأشكال؟
أم أنها طبيعة في الإنسان بمحاولة صناعة القيد أكثر من محاولة التحرر منه ؟

كلها تساؤلات ولست أجزم بأنها أسباب لهذه الحالة من العدائية إتجاه الحرية ، هذه العدائية التي جعلت الدين والقبيلة والعادة والتقليد كلها فيالق في مواجهة حرية الفرد ، وكيف للفرد أن ينتصر على هذه الفيالق ؟!

قام الإنسان بتشويه الحرية عبر عصور وعصور ، وفي أحيان أخرى قام بإستغلالها ، وعلى الدوام كان يجهلها والإنسان عدو ما يجهل.

أعتقد أن أقرب عبارة لمفهوم الحرية هي (أنت حر مالم تضر) فحين تضر غيرك أو تعتدي عليه سيسقط حق الحرية كحق مكفول لك فلا يمكن أن تؤذي غيرك بحجة أنك حر ، إما أن تحترم الحرية كمبدأ بداخلك يشملك ويشمل كل المحيطين بك أو لن يحترم أحد حق حريتك (فلا حرية لأعداء الحرية) ، فعدو الحرية سيقضي على مبدأ الحرية لو تملك كامل حريته وكل من حوله أحترم هذه الحرية من منطلق أنها حق شرعي له.

ختاماً ... الحديث يطول حول مصطلح ومفهوم الحرية حاولوا أن تتحرروا من كل القيود الوهمية التي صنعتها السماء والقبيلة والعادة والتقليد ... وأكتشفوا وجودكم
....

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معزوفة تارتيني (هزة الشيطان) ... ومعزوفة العرب (هزة الغباء)

من المستفيد من تواجد داعش؟

نعم ... نريد الوصول للمرأة