الأجهزة العاطفية ... وخطرها على الوطن


في نظام كل دولة بالعالم تقوم الأجهزة الحكومية وكامل مرافق الدولة المنطوية تحت ظل الدولة ، بتسخير كافة امكانيتها لتوفر للمواطن حياة كريمة بجميع سُبلها ، وتستطيع أن تميز قوة الدولة داخلياً من خلال تعاملها مع مواطنيها ، ومن أهم الاسباب التي تؤدي إلى نجاح عمل هذه الأجهزة الحكومية هو أن لا تحمل هذه الأجهزة أي شعور غير الطموح في التوصل لمزيد من وسائل الحياة الكريمة للمواطن ، ومن أهم مسببات فشل هذه الأجهزة هو أن تتعامل هذه الأجهزة الحكومية بعواطف فردية ، فيصبح الجهاز حاقد على كل من ينتقده ويحب كل من يثني عليه ، ولا تصل الأجهزة الحكومية لهذه العواطف الفردية إلا حين تكون خارج نظام الدولة روحياً ، بحيث يشعر المنتسب لهذا الجهاز أنه خارج اطار الدولة روحياً ، وارتباطه بالدولة مقيد في نهاية الشهر حين يحل موعد الراتب الشهري ، وهذه الأجهزة هي أخطر ما يكون على الدولة رغم أنها في نظر الجميع تحت سلطة الدولة ، فهذه الأجهزة العاطفية قد تقوم بأي فعل قد يصل إلى حد الجريمة وبقوة النظام وتحت اسم النظام ، مما يجعل صدور المواطنين مستودع لتراكم الغل والكراهية على هذه الأجهزة ، وبعد ذلك يرتفع المنسوب إلى أن يصل إلى الدولة بكاملها ، ثم يتجاوز إلى أن يكفر المواطن بوطنه ، وهنا أستشهد بقصة الفتى المصري خالد سعيد (شهيد الطوارئ) الذي قتله جهاز الأمن المصري بقوة النظام خلال عهد حسني مبارك المظلم  ، وتحديداً في العام 2010 ، فهذه الحادثة بالفعل تصور لك عزيزي القارئ مدى خطورة هذه الأجهزة المنفلتة على المواطن والدولة والوطن ، فخالد سعيد شاب في منتصف العشرينيات تمكن من الحصول على مقطع فيديو يثبت حالة فساد تتعلق بالمخدرات في قسم سيدي جابر ، وقام بنشرها على الشبكة العنكبوتية ، فبدأ الجهاز الأمني بعناصره الفاسدة بالبحث عن خالد سعيد بغية الانتقام منه لأنه أنتقدهم ، فتمت مداهمته باحد المقاهي واقتياده إلى بناية تحت قيد الانشاء ، وتم ضربه بطريقة انتقامية أدت إلى وفاته ، وبعد أن قتلوه حشروا بفمه لفافة مخدر وكتبوا بمحضر الواقعة أنه خلال مطاردته قام بإبتلاع اللفافة مما أدى إلى اختناقه ووفاته ، رغم أن الصورة التي عرضت له بعد وفاته تظهر تشوهاً كبيراً في ملامح وجهه ، ولكن هي هكذا بجاحة هذه الأجهزة العاطفية ، فهي لا تستحي من الناس ولا تخشى الله ، تقتلك ثم بقوة النظام تضع سبباً تجعلك أنت الجاني به على نفسك ، وحادثة خالد سعيد لم تكن الأولى لجهاز الأمن المصري ولكنها كانت لقاضية على نظام حسني مبارك بالكامل ، حيث يرى الكثير أنها من أهم مدعمات الثورة الشعبية المصرية على نظام مبارك ، ومن هنا تأتي خطورة هذه الأجهزة ومنسوبيها على الوطن والمواطن والدولة .

ختاماً ... كما سبق وأن أسلفت بأنه يجب على كل الأجهزة الحكومية المنطوية تحت ظل الدولة أن لا تحمل عواطف فردية اتجاه أي مواطن مهما فعل ، وعليها أن تطبق النظام دون أي رغبات انتقامية لأي سبب كان ، فستعم الفوضى النظامية حين يكون الجهاز الحكومي بيده سلطة ويحمل رغبة انتقامية من شخص معين ، اما لأنه انتقده او كشف جزء من فساده ، فبقوة النظام يستطيع كل شخص تلفيق تهمة أو الترصد أو الاستدراج لها ، وهناك الكثير من السبل التي يمكن للجهاز الحكومي أن ينتقم بها منك حين يحمل بداخله رغبة انتقامية عليك ، الوطن هو الأهم والمهم ولا يمكن أن نتقبل لأي سبب كان أن يعكر علينا صفو أمنه لا من فرد ولا من جماعة ولا من تنظيم ولا من جهاز حكومي ولا من دولة خارجية ، كلنا في وجه من يحاول زعزعة هذا الوطن بقصد أو بغير قصد ... والله من وراء القصد 

@hussein1462 
من جهاز الـ iPhone الخاص بي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معزوفة تارتيني (هزة الشيطان) ... ومعزوفة العرب (هزة الغباء)

من المستفيد من تواجد داعش؟

نعم ... نريد الوصول للمرأة