تلك فتنة قد مضت ... الصحوة أم الفتن

تلك فتنةٌ قد مضت ... كثيراً مايتداول رواد الصحوة الفانية وأتباعها الحديث النبوي ( فتن كقطع الليل المظلم) في هذه الفترة بعد أن تم إعلان محاربة الصحوة وأفكارها المتطرفة ، وكانت بداية النهاية من قبل المجتمع الذي رفض وضاق ذرعاً بمجاملة الصحوة ورموزها بحسن نية ، حيث كان مغلوب على أمره بخطاب ديني مرعب يصنفه إن إعترض على الصحوة بعدو الدين والمنافق والزنديق ، وبعد ذلك واجهت الإرادة السياسية الصحوة ووقفت بجوار المجتمع وأعلنت نهاية الصحوة بمجابهتها والقضاء على أفكارها المتطرفة .

نعود إلى الحديث النبوي الشريف الذي يروج ويدرج هذه الفترة على ألسنة رواد الصحوة وفلولها وأتباعها الذين لازالوا في غيهم يعمهون ، أعتقد أن الصحوة هي أم الفتن ، فقد كان يمسي الرجل فيها مسلماً ويصحو كافراً بسبب رأي طرحه لايتوافق مع أهواء الصحوة ، وفتنت الصحوة المرأة فجعلتها عاهرة تنتظر أي فرصة لممارسة الرذيلة ، وفتنت الصحوة الرجل فصورته ككائن شهواني عاهر وعربيد وزير نساء  ينتظر أي فرصة ليمارس الرذيلة مع العاهرة حين تتاح لها الفرصة ، وفتنت  الصحوة العقول فجعلتها جامدة وأدوات تلقي فقط ومخازن للحفظ في حال الإبداع ، وفتنت الصحوة مظاهر الناس فجعلتهم يحرصون على شعر بالوجه وشبر بالثوب  وقفاز باليد وعباءة بين الرأس والكتف ، وفتنت الصحوة المجتمع عن كل ماهو جديد فوقفت ضد كل ماهو جديد بدعاوي باطلة ، وفتنت الصحوة الناس في أعراضهم فديثتهم بسبب لاقط أقمار صناعية (الدش) أو بسبب جهاز جوال بيد النساء من أهل البيت أو بسبب عباءة كتف ، فتنت الصحوة الأرصفة  فكان الشباب يخرجون على الأرصفة باحثين عن متعة بسيطة، فيداهمون الأرصفة جماعات وفرادى أتباع الصحوة يرعبون هؤلاء الشباب بالموت وقصص القبور ، فتنت الصحوة قصور الأفراح وحولتها إلى مجامع للمأتم يحولون من خلالها الأفراح إلى أتراح ، فتنت الصحوة الشعب بحكومته فشككت كثيراً بتأمر الحكومة مع الغرب على الشعب وكل قرار لايتوافق مع إتجاه الصحوة تصفه بالتغريب وكأن هذه الحكومة ليست من أبناء الشعب ، فتنت الصحوة البسطاء في أبسط أمورهم الحياتية فأصبح الشخص لا يسير إلا بفتوى ، فتنت الصحوة الأبن بوالديه فأصبح ينهرهما ويحطم التلفاز وأبويه أمامه شاخصين لاحول لهما ولا قوة ، فتنت الصحوة الأخ بأخته والزوج بزوجته فأصبح الشك ونظرة المجتمع هي مقياس العلاقة بينهما ، فتنت الصحوة مصلحة الوطن فأصبحت مصلحة الصحوة مقدمة على مصلحة الوطن ، وسيمضي العمر وأنا أعدد في فتن الصحوة الفانية ولن أنتهي .


فبربكم مع كل هذه الفتن التي مرت بمجتمعنا وأفسدت فطرته، وشككته في دينه وعرضه ووطنه وعائلته هل هناك أعظم من فتنة الصحوة؟!

أعتقد إلى حد الجزم أن أعظم فتنة مرت على وطني وأطولها عمراً هي فتنة الصحوة الفانية لا كتب الله لها عودة ، فمن يردد هذا الحديث النبوي ويسقطه على كل ما يتم من إجراءات حكومية ضد الصحوة الفانية فعدد له جزء من الفتن التي صنعتها الصحوة أم الفتن ... حماكم الله من كل الفتن

تعليقات

  1. مقال رائع ويدعو للتفكير كثيراً .. فكروا لتفهموا الحياة ..شكراً أستاذ حسين بن باني

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معزوفة تارتيني (هزة الشيطان) ... ومعزوفة العرب (هزة الغباء)

من المستفيد من تواجد داعش؟

نعم ... نريد الوصول للمرأة