يحدث أن تكون طائفياً دون أن تعلم

يحدث أن يقع تفجير في مدينة أغلبية السكان بها شيعة ، سنجد أن الشيعة يتخذون أدنى درجات الإستضعاف والمظلومية ، ويرمون كل السنة بأقذع الألفاظ ، ويبحثون عن كل مثلبة سابقة للسنة ، سوا رأي او قول او فعل ويجترونها ليعبرون عن غضبهم الناتج عن هذا التفجير ، 
ويحدث أن يقع تفجير في مدينة أغلبية السكان بها سنة ، سنجد السنة يتخذون ذات الإجراء الذي قام به الشيعة عند وقوع التفجير في مدينتهم ويحملون ذات المشاعر ويعبرون ذات التعبير لا يختلف سوى الإنتماء ، وهذا يقودنا إلى إستنتاج أنهم متشابهين جداً في ردات الفعل وإن أختلفت مذاهبهم ، وسر هذا التشابه يكمن في الطائفية التي إنسكبت في قلوبهم كما ينسكب الماء ًالصافي جداً في كأس ماء زجاجي ، فمن يشاهد كاس الماء الزجاجي قد يظن أنه فارغ ولكن في حقيقة الأمر أن هذا الكأس يذرف إمتلاء بالماء ، هي كذلك الطائفية قد يظن الشخص أنه غير طائفي وأنه معتدل في تعامله مع المذهب الاخر وأنه ينتقد نقداً معتدلاً باحثاً عن الحق فقط لا غير ، وهو في حقيقة الأمر لا يبحث عن الحق وإنما يبحث عن ما يعزز الطائفية الطافح بها قلبه قبل عقله .
والضحية الحقيقية في هذا الشعور ليس الطائفي السني وليس الطائفي الشيعي ، الضحية الحقيقية هم المعتدلون حقاً من أبناء المذاهب فعندما يتعاطف السني مع التفجير الذي وقع في المدينة الشيعية ويستنكره ، يوجه له أصبع الإتهام بالتكفير و العمالة والتشيع المستتر والتقية وفي أضعف الإتهامات يوصف بالزندقة والجهل والضلال والتضليل ، والعكس صحيح عندما يتعاطف الشيعي مع التفجير الذي وقع في المدينة السنية مع تغيير تهمة التشيع إلى تهمة الناصبية .

مفهوم الإعتدال أصبح مشوهاً حاله كحال الكثير من المفاهيم التي تحتاج إلى إعادة نظر وصياغة وتطبيق ، والإعتدال الصحيح هو أن تعامل الناس كلهم دون النظر إلى مرجعياتهم وتأريخهم ، تعاملهم بما يستحق الإنسان أن يعامل الإنسان ، تعاملهم كما تحب أن تتم معاملتك ، تتعاطى مع الأحداث الجارية بعقل خالي من كل الأيدلوجيات التي تعتقد بها ، فالمعتقد في نهاية الأمر أمر شخصي يخص صاحب المعتقد فقط ، ولكن أن تجعل من هذا المعتقد سبباً لقتل أي إنسان يختلف عنك فيما تعتقد فهذا نوع من الجنون الذي يختلج العقل تحت وهم تتوهم أنه  أمر من السماء ، فالمعتقد الذي يأمر بقتل كل من يخالفك لمجرد الإختلاف لا يمكن أن يكون تشريعاً من الله ، ففكر قليلاً هل تظن الله وهو العدل المطلق والرحمة المطلقة أنزل علينا شرائع لنرتكب من خلالها او بأمرها أعظم ظلم حدده الرب بين العباد وهو قتل النفس ، فقط فكر قليلاً...وأبحث عن إجابة لهذه التساؤلات 
هل الله خلق الإنسان لكي يقتل الإنسان؟
هل الله يطالب بكل شرائعه أن يقتنع الناس بها او يشرع قتلهم؟
هل الله وهبك الحياة لكي تبحث عن موتك فقط؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معزوفة تارتيني (هزة الشيطان) ... ومعزوفة العرب (هزة الغباء)

من المستفيد من تواجد داعش؟

نعم ... نريد الوصول للمرأة