المشاركات

عرض المشاركات من 2015

أكسر القيد ... وأكتشف وجودك

الحرية ... هذا المصطلح الذي في ظني لو كانت للحيوانات لغة ترتقي إلى التردد الذي تستطيع أذن الإنسان أن تسمع من خلاله هذه اللغة لن يسمعها الإنسان إلا بمنطوق إيجابي من خلال لغة الحيوانات ، فالحرية هي الإستقلالية والفردانية والوجود. لايمكن أن تشعر أنك كائن على وجه هذه الأرض مالم تكن حراً ، وبالمقدار الذي تتمتع به بحريتك ستكتشف وجودك ، فكلما زاد مقدار حريتك كلما زاد تبعاً لذلك مقدار معرفتك بذاتك ووجودك ، وبالمقدار الذي تتقلص فيه حريتك ستبتعد عن معرفة ذاتك ووجودك ، الحرية تكشف لك حقيقة وجودك بما تُحملك أياه من مسؤولية ،لذلك ستجد الكثير ممن يخشون ذواتهم يبحثون عن ألف قيد وقيد حتى يمنعهم ويقيدهم دون إكتشاف ذواتهم وحقيقة وجودهم .  وللأسف أن كثيراً من هؤلاء قد يقومون بأي شيء يحد من حريتهم بغية عدم إكتشاف حقيقتهم ، وهذا حق مشروع لهم فكل إنسان حر في تعامله مع ذاته ، لكن مما يؤسف له أكثر أن هؤلاء لايكتفون بتقييد حرياتهم الخاصة بهم ، فهم يتطاولون على حريات الغير ويحاولون أن يفرضون عليها ذات القيود التي يفرضونها على ذواتهم  ولا أعلم هل هذا بسبب شعور الغيرة أو كما تطلق عليه أمي شعور (الن...

المقدس ... في خدمة الشيطان

الرحمة صفة إنسانية فطرية و ليست صفة مكتسبة ، فلو وضعنا طفل رضيع في جزيرة ، ونشأ هذا الطفل بدون أي مؤثرات خارجية ، وبدون أي إحتكاك مع أي مخلوق ، سينشأ معه شعور الرحمة والتعاطف مع كل ما هو محيط به .  كيف يمكن أن تنتزع هذه الرحمة من قلب إنسان أو تجعلها مجرد شعار لا يتجاوز حد اللسان والحنجرة ؟ لكي تقوم بهذه المهمة عليك أن تقنع هذا الإنسان بفكرة وتغرسها برأسه تشعره بالخوف ، الشعور بالخوف هو أول خطوة لنزع الرحمة من قلب إنسان ، بعد أن تغرس تلك الفكرة برأس ذلك الإنسان عليك أن تقنعه بأنه قوي ويملك القدرة على صد ما يخيفه ، ويتوجب عليه أن يصد ما يخيفه بأي طريقة كانت ، وكلما كانت الطريقة منزوعة الإنسانية والرحمة كلما كان أثرها أكبر فائدة في شعور هذا الإنسان بالأمان.  كل ماهو مادي ومحسوس يستطيع أي إنسان تحديد مستوى الخوف الذي يجب أن يشعر به حياله ، لذلك لايمكن أن ينتزع رحمتك وجزء من إنسانيتك ،إنما الخوف الذي ينتزع الرحمة من قلب الإنسان ويعطب جزء من إنسانيته هو الخوف من الأفكار ، ويمتد ذلك للخوف من التفكير ، وخصوصاً التفكير والتحليل لفكرة يؤمن الأغلب بأنها مقدسة . هذا المقدس ليس شيء محس...

لا تعول على الرجولة كثيراً

الرجولة كمصطلح يُجمع الكل على أنه من الفضائل والمستحب تواجده كصفة في الجنس الذكري ، وهذا المصطلح مشتق من مصطلح رجل الذي يعني بلوغ الذكر من السن ما يعطيه القوة والشدة ليُعتمد عليه ويعتمد على نفسه ، فعلى سبيل المثال يمدح الذكر بقولهم له ولد رجلاً أي يمشي على رجليه ، ولا يوجد أي خلاف أو إعتراض على الرجولة كمصطلح ، لكن الخلاف كل الخلاف على مفهوم هذا المصطلح ، فهو يختلف من عقل إلى عقل ومن فهم إلى فهم أخر ، فعلى سبيل المثال صفة الشجاعة من الصفات الرئيسية المكونة لمفهوم الرجولة ، ولكن مفهوم الشجاعة يختلف كما هو الحال بالنسبة لمفهوم الرجولة ، فالبعض يعتبر الشجاعة قوة في إتخاذ القرار ، والبعض يعتبر الشجاعة قوة في الجسد ، والبعض الأخر يعتبرها القدرة على القيام بأفعال متهورة دون تحسب ، وهناك الكثير من المفاهيم المختلفة جزئياً أو كلياً لمفهوم الشجاعة ، وقس على ذلك  كل الصفات المكونة لمفهوم الرجولة من الكرم والتسامح والعطاء والخ الخ . مصطلح الرجولة حين يتعامل الذكر مع الذكر قد لا يجد الكثير من إنعدام المفهومية  ، ولكن أم المصائب التي يواجهها مصطلح الرجولة كمفهوم هو عندما يتعامل الذكر مع ال...

لا تلعن نفسك دون أن تشعر ... "الفتنة نائمة"

"الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" ، هكذا يلعن البعض أنفسهم دون أن يشعرون ، إيقاظ الفتنة ليس محصوراً بوقت حدوثها ، فلكل فتنة مسببات تقود إلى إيقاظ الفتنة ، فالفتنة مثل الذي يغط في سبات عميق فيأتي من يحدث ضجيجاً بجواره يتسبب بإيقاظه ، ومن غير المنطقي أن يكون اللعن محدود على اليقظة دون شمول من تسبب بها ، وهذا ما يحدث عند المحرضين على كراهية المخالفين لهم في الطائفة ، فتجد أغلب الشيوخ الذين يرددون هذه العبارة " الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" يلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون ، فهم طول الوقت قبل حدوث الفتنة يزرعون في عقل الناس الجمعي ضجيج من الصخب الطائفي العفن ، ويحرضون الناس على بعضهم البعض من منطلق نصرة الدين وتبيان الحقيقة ، وهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون يتسببون بإيقاظ مارد الفتنة النائم ، وعندما يستيقظ هذا المارد يفاجئونك بطرح معاكس لما كانوا يطرحونه قبل حدوث اليقظة ، فتجدهم الداعين للتسامح وقبول الأخر وحرية المعتقد حتى تشك بأن الذي أمامك ليس سوى فضيلة الشيخ بروح جون لوك وفضيلة الشيخ الأخر بروح توماس هوبز وسماحة المفتي بروح جان جاك روسو، وبعد أن يعود المارد إل...

المستشرفون الجدد .... يغزون تويتر

الشرف في اللغة يعني الموضع العالي والمرتفع للشيء ، سواءً كان ذلك الشيء إنسان أو مكان أو قيمة معنوية ، وقد كان العرب يطلقون على كبار القوم شرفاء القوم كشرفاء قريش على سبيل المثال ، ويتم إكتساب هذه اللقب المعنوي من خلال عدة عوامل على رأسها يأتي المال والمكانة الإجتماعية لبيت هذا الحائز على اللقب ، وهذا يعني أنه لم يكن هناك إعتبار للأخلاق في كوكبة الشرفاء وكان الإعتبار الأهم هو المكانة الإجتماعية والقوة الإقتصادية ، تدرج مفهوم الشرف عند العرب حتى تم حصره في أهل بيت الرجل ، فأصبح شرف الرجل مختزل كمفهوم على صلاح نسائه كالأم والأخت والزوجة ، ومتى ما تأثر صلاح أحد النساء فإن شرف الرجل يتأثر معه بالتوالي   ، ومن هذا المنطلق ظهرت لنا ظاهرة جرائم الشرف   في العالم العربي تحديداً والإسلامي عموماً ، وإن كانت نسبة العالم العربي تفوق الإسلامي بمراحل . حالياً نحن نقف أمام ظاهرة جديدة أو ما يكاد أن يكون ظاهرة متعلقة بمصطلح الشرف ، وهي ظاهرة إن حق لي تسميتها سوف أطلق عليها مسمى ( المستشرفون الجدد ) من وحي تويتر ، وبدت هذه الظاهرة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي     ، وترتكز...

معزوفة تارتيني (هزة الشيطان) ... ومعزوفة العرب (هزة الغباء)

غوسيبي تارتيني...عازف كمان وملحن إيطالي عاش في القرن الثامن عشر له مئات الأعمال الموسيقية , وكانت معظم أعماله عزف منفرد على ألة الكمان , وأشهر معزوفة له على الإطلاق هي معزوفته التي أسماها (هزة الشيطان) , ولهذا المسمى قصة وهي أن تارتيني حلم ذات يوم وهو نائم بأنه أقام عهداً مع الشيطان , وباع نفسه للشيطان الذي عرف كل أمنياته ,وبعد إنتهاء الحديث مع الشيطان عن الأماني -في الحلم- , قام الشيطان بطلب ألة الكمان من تارتيني وحاول العزف عليه , حين إستمع تارتيني لعزف الشيطان أنبهر ببراعته في العزف إلى درجة حبس الأنفاس , وعندما إستيقظ تارتيني من حلمه قام بتدوين معزوفة الشيطان التي سمعها في حلمه , وعلى الرغم من إنبهار الجمهور بها عندما إستمعوا لها , إلا أن تارتيني عبر عن أسفه قائلاً ( ان ما عزفته لكم بعيداً تماماً عن ما كان في الحلم). وقد يكون تارتيني أختلق هذه القصة لكي يجذب الجمهور لها , رغم أن المعزوفة لم تكن بحاجة لمثل هذا الإسلوب فهي فعلاً كانت مبهرة , وما يشد إنتباهي لهذه القصة أن الشيطان عندما تكون هزته مقطوعة موسيقية في غاية العذوبة والجمال , فما هو المنتج الذي تقدمه لنا ه...