على قلب وطن واحد



الوطن هو الأرضية المشتركة والمتماسكة والصلبة التي يمكن أن نضع أقدامنا عليها ونشعر بالسلام والأمان والاطمئنان ، لن تستطيع القبيلة أن تجمعنا ولن تتمكن المذاهب من توحيدنا ، هو الوطن وحده الذي يمكن أن يجمعنا على قلب رجل واحد ، تعرض مفهوم الوطنية لكثير من التشويه والتمسيخ عبر عقود قد خلت ، فكل حزب يحاول تقميص الوطن حسب مفهوم يتوافق مع قميصه الحزبي ، ولكن ما يلبث هذا القميص إلا ويسقط كما سقطت ورقة التوت فتنكشف عورة هذا المفهوم الهش والضعيف ،وأعتقد أن السياسي كان يتحمل جزء من مسؤولية هذا التشويه الذي حصل لمفهوم الوطن ، بعد أن سلم صناعة المفاهيم والوعي العام للمجتمع لفرقة معينة من  المتحزبين لحزب الصحوة الغافي ، فتعرض هذا المفهوم (الوطن) إلى أشد أنواع التمسيخ لدرجة  ألغاؤه بالمطلق في عقول بعض من كانوا منتمين لهذه الصحوة الغافية فكفروا بوطنهم وأمنوا بحزبيتهم ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إنه تطور إلى محاربتهم لهذا الوطن ومحاولة هدم أركانه ، مع إستجلاب ماضويتهم كحجة لهم التي لم تعد تتوافق مع العصر والمطالبة بتطبيقها ، وأقصد بهذه الماضوية فكرة (دولة الخلافة) ، ولكن انتبه السياسي لهذا الخطر فتولى هو مسؤولية صناعة مفهوم الوطن ، فأصبح لنا يوم وطني نحتفل به ، وأتيحت الفرصة لمن يحمل حساً وطنياً خالياً من التحزب للتعبير عن رأيه والمساهمة في إعادة صياغة المفهوم للوطن ، وكان هناك نبرة صوت رسمية تدعو إلى التمسك بوحدة الوطن وتقبل الاختلافات الطبيعية المتباينة بين أطياف المجتمع فكرية كانت أو دينية (أن تصل متأخر خيرٌ من أن لا تصل) ، فبدأت تتشكل نواة فكرية في عقول شباب المجتمع تتمحور حول أن الولاء للوطن يسبق و أولى من أي ولاء أخر , ولا يزال هذا التشكل لم يكتمل نموه بشكل كامل ، وحتماً سيأتي يوم يكتمل به هذا التشكل وتسقط كل الولاءات الزائفة تحت أي شعار ويبقى الولاء للوطن فقط أولاً وأخيراً.
وختاماً ... عززوا فكرة الإنتماء للوطن في عقول أطفالكم بعيداً عن أي إنتماءات أخرى ، لكي تصبحوا على قلب وطن واحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معزوفة تارتيني (هزة الشيطان) ... ومعزوفة العرب (هزة الغباء)

من المستفيد من تواجد داعش؟

نعم ... نريد الوصول للمرأة