حين يفسد الدين
كل شيء في هذا الكون قابل للفساد ، الإنسان معرض للفساد ، المؤسسات الحكومية معرضة للفساد ، الأنظمة السياسية والإجتماعية والإقتصادية معرضة للفساد ، وكل ما سبق من فساد من السهل ملاحظته ومكافحته والتصدي له ومحاولة إصلاحه ، أخطر ما يكون على الإنسان وعلى الكون حين يفسد هو الدين ، فالدين عقيدة ومبادئ وسلوك ، وفساد الدين الذي يشكل خطراً على الإنسان والأكوان ليس الفساد المترافق مع التساهل بالتدين مبدأ وعقيدة ، وليس الفساد المترافق بالتهاون ببعض السلوكيات الدينية ، إنما الفساد الديني الذي يشكل خطراً على كل ما يحيطه ، هو ذلك الفساد الذي يترافق معه التشدد بالعقيدة والمبدأ والسلوك ، هذا الفساد الذي يصيب الدين لايمكن إستشعاره ، بل على العكس هو يهب المصاب به الشرعية لكل قول وفعل لايتناسب مع الأخلاقيات والفطرة الإنسانية التي تتفق عليها غالبية المجتمعات ، ويهب المصاب به رضى المحيط الذي يحيطه، ففي الغالب الناس الذين يشتركون مع المتشدد في العقيدة والمبدأ يثقون به أكثر من المتساهل والمتهاون ، هذه الهبات التي يحصل عليها المتشدد تجعله يفسد ويعيث في الأرض ظلماً وجوراً دون أن ينبس ضميره الداخلي ببنت شفة ...