السعودية والأخوان ... من غدر بالأخر؟

صدرت الأسبوع الفائت قرارت من مجلس الوزراء تتضمن عقوبات على المشاركين في عمليات قتالية خارجية تحت مسمى الجهاد والداعمين لأي تنظيم او حزب اوفكر يقع تحت تصنيف الأرهاب سواً محلياً او خارجياً وراجت في الأفق أصداء واسعة حول هذه القرارت ،فهناك من أستبشر بها وأعتبرها الخطوة الأولى الصحيحة لمحاربة الأرهاب وذلك بتجفيف المنابع التي يستدرج لها شباب الوطن تحت مسمى الجهاد بأستغلال الجهل الذي يحيط بهم أولاً ثم الحماسة الدينية التي تملئ اروح هولاء الشباب ليعودو بعد أنتهاء المهمة حانقين ناقمين على الوطن راغبين ومتشفقين للدماء التي أعتاد أنفسهم عليها بعد التشويه الذي تم لها في تلك المنابع ، وعلى الطرف المناقض لهولاء الذين اأستبشرو هناك طائفة غضبت وجلجلت أما لجهل او لمأرب أخرى ولن أفصل فيهم كثيرأً لاني لا أحب الخوض في النوايا دون علم ، وهناك نزر يسير التزم الصمت ولم يعلق لا فرحاً ولا غضباً  فقط أكتفى بطرح بعض الأسئلة عن ماهية المقياس الذي يتم تحديد مدى أرهابية هذا التنظيم او الحزب او الفكر ، والمقصود والمستهدف تقريباً خلف هذه الأسئلة هو حزب الأخوان المصنف حديثاً من ضمن الأحزاب والجماعات والتنظيمات الأرهابية ،فأنتقل محور النقاش في مواقع التواصل الأجتماعي الى التخصيص لتشريح حزب الأخوان وأستعادة تأريخة وخرج علينا الكثير بحجة أن السعودية هي الحاضن الأول لحزب الأخوان بعد أن أرهقهم جمال عبدالناصر وضيق عليهم سبل العيش في مصر وممارسة السياسة وكلنا نتفق على أن السعودية فعلاً هي من احتضنت اغلب من يحملون الفكر الأخواني في تلك الفترة ولكن لا أعلم هل من يطرح مثل هذه الحجة يتعامى او يجهل او يتجاوز عمداً النفس السياسي في مثل هذا الأجراء  فكما يعلم العامي البسيط أن قاعدة السياسة الاولى (لا صديق دائم ولا عدو دائم) الأ انه خرج علينا في خضم النقاشات من يحمل درجات عالية في العلم السياسي ويتجاهل أبسط قاعدة في السياسة ويلقي باللؤم على السعودية من مبداء انها كيف تحتضنهم في ستينات القرن المنصرم و الان تصنفهم أرهابيين وهذا منطق قاصر جداً في النظرة السياسة ، فالأخوان كانو كرتاً سياسياً لعبت به السعودية في وقت الحرب الباردة بين (القوى العربية التقدمية) بقيادة جمال عبدالناصر و (القوى العربية الأسلامية) بقيادة السعودية أبان فترة حكم الملك سعود وفترة الملك فيصل ولنا في هذه الحرب الباردة تفصيل طويل لا يسع هذا المقال أن نفند به ما جرى في تلك الحرب (العربية) الباردة ، فكانت المصلحة السياسية متواجدة في العلاقة  التي نشئت بين السعودية والفكر الأخواني في ذلك الوقت وأنتهت الحرب الباردة ولكن السعودية لم تحرق الكرت الأخواني بعد الأنتهاء وهذا من الأخطاء الأستراتيجية التي وقعت بها السعودية فأستفحل فكر الأخوان في شباب السعودية وأصبحو يشكلون خطرأً على وحدة الوطن وعلى رموزة وأصبحو يناكفون الدولة في كل ما تريد ويقفون أمام مصالحها أذا تعارضت مع أفكار ومبادئ الفكر الذي تم أحتضانة سابقاً ولا يعترفون بالوطنية الا على أطراف السنتهم وولائهم الكامل للحزب و عند حدوث الربيع العربي وبعد تولي الأخوان القيادة السياسية في مصر سقطت كل الأقنعة وأنكشفت الحقيقة أن الكثير من شباب هذا الوطن والكثير ممن سخرت لهم المنابر والكثير ممن كانو يقفون على تعزيز الفكر الأسلامي لم يكونو ألأ اخوانيين وليس للوطن أدنى أعتبار عندما يتعارض مع الحزب ، لذلك نقول أن ماقامت به السعودية هو أجراء صحيح لحفظ وحدة الوطن وحماية له من التخريب الذي تم أحتضانة على مدى أربعة عقود قد مضت ولو كان التصحيح متأخراً فأن تأتي متأخرأً خيرُ من الأ تأتي.  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معزوفة تارتيني (هزة الشيطان) ... ومعزوفة العرب (هزة الغباء)

من المستفيد من تواجد داعش؟

نعم ... نريد الوصول للمرأة