شيئين ... يضحكان على ضرب حصان

الإنسان بفطرتة رحوم عطوف يشمئز من اي تصرف منزوع الرحمة ولو كان هذا التصرف ضد حيوان لا يميز ، فالإنسان له القدرة على تقمص دور الضحية والشعور بما تعاني به من ألم وأذى ووجع سواً كان ذلك الألم والأذى والوجع محسوساً او معنوياً ، وعندما شاهدت مقطع يتداوله المغردون عن شيئين لا يستحقان أن يعطيا أي صفة لا إنسانية ولا حيوانية هما مجرد شيئين نزع منهم الشعور بالأخر إن لم يكن إنساناً ، قنواتهم الشعورية ضيقة لا تستوعب الشعور بالحيوان او أي كائن أخر على وجه هذه الفسيحة ، شاهدت في المقطع هذين الشيئين يقومان بضرب حصان على رأسة بعد ان قيّداه بعامود والمستفز جداً بالأمر هي الضحكات والقهقهات التي تبعت سقوط ذلك الحصان ، لا أدري اين المتعة في ذلك ؟ ، ولا أعلم ما الذي يدعو للضحك على حيوان لا يميز بعد ضربه على رأسه ؟ ، حاولت جاهداً ان أجد سبباً لمثل هذا التصرف ولم أصل الا الى سبب واحد وهو إنعدام الرحمة على الحيوان لدى هذين الشيئين ، وذلك ناتج من عدة مسببات يأتي على رأسها البيئة التي تحيط هذين الشيئين التي لا تعير الحيوان اي قيمة وتعامله كما يعامل الحجر ، لا أعتقد انهما يستشعران  ألم ذلك الحيوان كما يشعر به الإنسان مكتمل الشعور ، تصنيف الكائنات لديهما مختلف هما يعتقدان أن هذا الكوكب لا يوجد به كائن حي سوى الإنسان وبقية الكائنات جمادات لا تحس ، لذلك لايمكن أن يخلقا قناة تواصل شعورية مع اي كائن أخر سوى الإنسان ، وهذا أن دل أنما يدل على أنحراف إنسانيتهم ، فعمود خيمة الإنسانية هو رحمة كل ما يحيط بك وفتح قنوات شعورية مع كل ماهو حولك ، ولنا في الرسول الرحيم خير قدوة وهو الذي أرسل رحمة للعالمين ، والعالمين هنا ليسو البشر ولا الحيوانات ولا الكوكب برمتة ولا المجرة بكل ما تحوي ، العالمين تعني كل ما خلق الله ، فلنقتدي بنبيّ الرحمة خير أقتداء ، أقتداء أخلاقي قبل الأقتداء الخَلقي ولو تم التركيز على الأقتداء الأخلاقي برسول الرحمة كما تم ويتم التركيز على الأقتداء الخَلقي لما أصبح هذين الشيئين مجرد شيئين منزوعين الرحمة ممتلئين بالشر الفوضوي ، وإن لم نتمكن من الأقتداء برسول الرحمة لنوقد جمرة الغيرة داخل صدر مجتمعنا ولنقارنة بالمجتمعات المتقدمة (دول العالم الأول) ونستفز رحمتنا برحمتهم  لكل شيء حولهم ،  الرحمة التي  أصبحو بها يقودون العالم فلن تقود العالم وانت لا تستطيع فتح قنواتك الشعورية مع كل جزيئات هذا العالم بل قد لا تكون الا مجرد شيء إن لم تتمكن من فتح هذه القنوات الشعورية ، فلك الخيار اما ان تصبح إنسان مكتمل الشعور او أن تصبح مجرد شيء .... 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معزوفة تارتيني (هزة الشيطان) ... ومعزوفة العرب (هزة الغباء)

من المستفيد من تواجد داعش؟

نعم ... نريد الوصول للمرأة